بلايستيشن 6 محمول.. سوني تستعد لعودة تاريخية لمنافسة نينتندو في عالم الأجهزة المحمولة

منذ أكثر من عقدين، ارتبط عالم الأجهزة المحمولة باسم شركة نينتندو التي حافظت على موقعها كقائدة لهذا السوق، سواء من خلال أجهزة Nintendo DS و3DS أو لاحقًا مع النجاح الساحق لجهاز Nintendo Switch. وخلال تلك الفترة وقفت سوني على مقاعد المتفرجين بعد أن جربت حظها بجهاز PSP الذي حقق نجاحًا لا بأس به، ثم بجهاز PS Vita الذي عانى من ضعف الدعم وفشل في فرض نفسه أمام منافس مثل نينتندو. لكن، يبدو أن هذه المعادلة على موعد مع التغيير الكبير، فالتسريبات الأخيرة تشير إلى أن سوني تنوي العودة بقوة عبر خطة جريئة مرتبطة بمشروع بلايستيشن 6.

استراتيجية مزدوجة من سوني

الحديث لا يقتصر على منصة منزلية فحسب؛ إذ تؤكد التسريبات التي نشرها حساب Moore’s Law is Dead أن سوني تسعى لتدشين جيل جديد يقوم على فلسفة “التكامل المزدوج”. أي أننا سنرى جهاز بلايستيشن 6 الرئيسي كمنصة منزلية متطورة، مع جهاز محمول ثانوي يقف على قدميه كمنافس مباشر لكل من Steam Deck وROG Ally بل وحتى نسخة Nintendo Switch 2 القادمة.

وبحسب ما تم تداوله، فإن نسخة PS6 المنزلية ستكون أقوى بثلاث مرات من جهاز PS5 العادي، وضعف أداء جهاز PS5 Pro، ما يعني قفزة تقنية هائلة في مجال الرسوميات والمعالجة. والأهم أن سوني تخطط مع هذا الجيل لضمان التوافق الكامل مع مكتبة ألعاب PS4 وPS5، وهو ما يعد خبرًا سارًا للملايين من مستخدمي أجهزتها والذين استثمروا بالفعل في هذه الألعاب.

تعرف على: الفرق بين نينتندو سويتش OLED والعادي

بلايستيشن 6 محمول.. ما المختلف هذه المرة؟

بينما كان جهاز PS Portal الأخير مجرد أداة للبث واللعب عن بعد، فإن الخطة الجديدة تتحدث عن جهاز محمول متكامل قادر على تشغيل الألعاب محليًا بقدرات رسومية عالية. التسريبات توضح أن سوني تعتمد على معالج ورسوميات مطورة خصيصًا، مع تخزين داخلي من نوع M.2 SSD بالإضافة إلى دعم microSD وموصل USB-C، ما يعني مرونة أكبر في التخزين والاستخدام.

ولم تتوقف سوني عند ذلك، بل إن الجهاز سيحمل أهم تقنيات يد التحكم DualSense مثل ميزة Haptic Feedback وAdaptive Triggers بجانب وجود ميكروفونات مزدوجة وتقنيات اتصال متطورة. والجدير بالذكر أن هذه الخصائص تأتي بسعر قد يتراوح بين 400 – 500 دولار، مما يضعه في منطقة مثالية للمنافسة السعرية.

تأثير محتمل على سوق الألعاب

الجهاز المحمول الجديد من سوني لا يمثل مجرد عودة إلى سوق مهجور، بل خطوة لإعادة رسم ملامح المنافسة. فمن خلال تقديم مواصفات تضاهي الأجهزة المنزلية، ستكون تجربة اللاعبين أقرب إلى حلم قديم طال انتظاره: اللعب بجودة عالية في أي مكان دون تنازلات.

الأمر يختلف كليًا عن تجربة PS Vita السابقة، التي عانت من ضعف الدعم وغياب العناوين القوية رغم إمكانياتها. واليوم، مع مكتبة ضخمة من العناوين الحصرية التي تقدمها استوديوهات سوني مثل Naughty Dog وSanta Monica وInsomniac Games، يبدو أن الحظوظ أوفر بكثير لتحقيق نجاح متوقع.

نينتندو في مواجهة مباشرة

تشير التقارير إلى أن إنتاج الجهاز المحمول الجديد من سوني قد يبدأ في منتصف 2027، أي أن الإطلاق الرسمي قد يكون في فترة تمتد بين خريف 2027 وبداية 2028. هذا الموعد يأتي بعد نحو عامين من إصدار جهاز Nintendo Switch 2 الذي يتوقع أن يسيطر على السوق سريعًا.

لكن رغم فارق التوقيت، فإن عامل القوة التقنية قد يمنح PlayStation 6 Portable (الاسم غير الرسمي حتى الآن) أفضلية على المدى الطويل، خصوصًا إذا ترافق مع حملة دعم قوية بألعاب حصرية وتجربة مرنة للانتقال بين اللعب في المنزل وخارجه.

التحدي الحقيقي: المحتوى أم التقنية؟

رغم كل هذه الطموحات، يبقى السؤال: هل تستطيع سوني مواجهة سلاح نينتندو الأقوى وهو مكتبة ألعابها الحصرية مثل Pokémon وMario وZelda؟

سوني تدرك هذه المعادلة جيدًا، لذا فهي تراهن على نقطتين أساسيتين:

1. تقديم منظومة متكاملة تتيح للاعب البدء في اللعب على جهازه المنزلي ومتابعة التجربة مباشرة عبر المحمول.
2. الاعتماد على قوة مكتبة ألعابها الحصرية، والتي أثبتت السنوات الماضية أنها قادرة على اجتذاب اللاعبين حول العالم وإطلاق مبيعات ضخمة.

خاتمة

باختصار، إن عودة سوني إلى سوق الأجهزة المحمولة من خلال مشروع بلايستيشن 6 المحمول قد تمثل نقطة تحول تاريخية في صناعة الألعاب. وإذا صحت التسريبات، فإننا أمام مواجهة كبرى بين سوني ونينتندو بحلول نهاية العقد الحالي.

وبينما تظل نينتندو متفوقة بسحر عناوينها الأسطورية، فإن سوني تمتلك الآن حزمة تجمع بين القوة التقنية، التجربة المترابطة، والدعم من استوديوهات حصرية، ما قد يمنح جهازها الجديد القدرة على إحداث ثورة حقيقية في سوق الألعاب المحمولة.

تعرف على: عودة الأسطورة: Metal Gear Solid Delta تقترب… هل يحدد هذا الريميك مصير السلسلة؟